Q هل كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يشعرن بالغيرة حين يقدم فاطمة عليهن؟
صلى الله عليه وسلم لما نزل قول الله سبحانه وتعالى في شأن أهل البيت: {لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33] دعا النبي صلى الله عليه وسلم بمرط مرحل -أي: كساء- ثم دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين، ثم بسط عليهم الكساء وقال: (اللهم! هؤلاء أهل بيتي، فأحب من أحبهم، وأبغض من أبغضهم).
رواه مسلم.
والمقصود به من كان معه، فقالت أم سلمة: يا رسول الله! وأنا منهم.
قال: (إنك على خير كثير) فالنبي عليه الصلاة والسلام يعطي كل أحد حقه، ويؤنس النفوس، ويذكر الفضائل، ولا ينبغي أن يشتغل الناس بقولهم: لماذا لم يكن هذا كذلك؟ فهل نحن الذين نعرف أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي كان يبلغ الوحي وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؟! والنبي صلى الله عليه وسلم ما كان يقول من ذلك شيئاً لميل نفس أو لهوى في نفسه عليه الصلاة والسلام، بل هو المعصوم صلى الله عليه وسلم من كل ذلك، وهو يبلغ عن الله سبحانه وتعالى، ولذلك ينبغي لنا أن نبقى مع النصوص، فإنه لا عصمة إلا بما هو من كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وما أشكل من ذلك فمن كان يعرف الحقائق والقواعد الكلية قاده ذلك إلى بصيرة تجعله مصيباً للحق غير مجانب له أو ذاهب إلى إفراط أو إلى تفريط، فإن كلا طرفي قصد الأمور ذميم، وخير الأمور أوسطها، ولو كان مثل هذا مما يجتنب لما أورده البخاري في صحيحه، ولما أورده مسلم في صحيحه، ولو كان الحال كما يقول أولئك القوم: إن أهل السنة لا يحبون آل البيت فلم ذكر أهل السنة مثل هذه النصوص؟ ولم ذكروا هذه الفضائل؟ ولم ذكروا هذه القصص التي فيها بعض ما قد يكون شبهة؟ إنما نقلوا وأثبتوا وبينوا ما كان عليه أولئك النفر الأخيار الأبرار الأطهار من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام الذين نبرئهم مما نبرئ منه أنفسنا، فهم من باب أولى في ذلك الأمر.