ولعلنا أيضاً نقف وقفة مهمة، كنت ولا زلت أكرر القول فيها، ولا زلت أريد أن نفقهها، وأن تكون أساساً ثابتاًً: الصراع الأكبر مع اليهود عليهم لعائن الله، وهم الذين يحركون هذه الحرب وغيرها من الحروب التي جرت قبلها، وعندما نطق بذلك سياسي منتخب في مجلس الشعب الأمريكي لمدة نحو ربع قرن سبع مرات متتالية بهذه الحقيقة وقال: إن الذين يؤزون نحو الحرب هم اليهود في أمريكا، كان مصيره أن يستقيل من منصبه، وأن يقدم اعتذاراً، ثم جُرد من كل المشاركات في جميع اللجان.
وهذا بعض ما جاء في صحافة اليهود مرتبطاً بهذه الأحداث، يقولون: إن نجاح هذه الحرب في فرض نظام جديد في العراق يتمتع بالاستقرار، سيعني توجيه ضربة قوية للقوى الراديكالية الإسلامية في المنطقة، ولن ترسل هذه القوة مرة أخرى قواتها العسكرية إلى دول أخرى، ولكن إذا انتهت هذه الحملة بنجاح فإن الضغوط التي تمارسها على الدول ستؤتي ثمارها، وستفعل فعلها، وهي معركة أيضاً ضد التنظيمات الإرهابية في إسرائيل.
ما هو الجوهر المهم في هذا؛ فإن هذا الإنشاء للنظام الجديد إنما هو ليجعل هذا النظام متفقاً مع إسرائيل وعاقداً للسلام معها ومتحالفاً معها ضد غيرها، ومعروف هذا الغير الذي سيكون بين فكي كماشة العراق والدولة اليهودية الغاصبة.
ونحن عندما نقول هذا معاشر الأخوة الأحبة! لا نقوله لنفت في العضد، ولا لنحدث اليأس؛ ولكن لنوجد اليقظة، ولنشحذ الهمة، ولنوقد نار الحماسة، ولنؤسس انطلاقة العزم والجزم والحزم، والحيطة والحذر، والمقاومة الحقيقية، والوقاية الشاملة، والإصلاح الجذري الذي ينبغي أن نسعى إليه في أعماق نفوسنا، وفي حلس بيوتنا، وفي واقع مجتمعاتنا، وفي أنظمة تعاملنا، وفي سائر أحوال أمتنا ودولنا.
نسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وأن يلزمنا كتابه، وأن يلزمنا هدي رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يدرأ عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.