أيها الإخ الكريم! دعني أسرد لك جملة من الحوادث قريبة العهد، لتجمع بينها ولترى أن القضية ليست هينة، ولنعلم جميعاً أن الصفحة الأولى في كل جريدة الأصل أن يوضع في الركن الأيمن منها أو في صدرها الخبر الأساسي المهم، الذي غالباً ما يرتبط بحدث سياسي أو أمني خطير، لكننا نطالع في أكبر صحيفة عربية خبراً بصورته، ماذا يقول لنا؟ يقول: أول امرأة سعودية تشترك في سباق الراليات للسيارات.
إنه خبر مهم جداً حتى تصدر الصفحة الأولى بهذا العنوان! إنها امرأة سعودية لا تقود السيارة بل تشارك في سباق للسيارات، وتجرى معها مقابلة تقول فيها: إنها تعبر عن المرأة السعودية، وتفتخر بجسارتها وشجاعتها وأن أهلها لم يعارضوها، وأنها تأمل في المستقبل أن تشارك في السباقات العالمية لترفع اسم بلادها.
وغير ذلك مما تعلم.
وبعد ذلك بنحو أسبوع أو أسبوعين خبر آخر لامرأة سعودية تشارك في سباق آخر، وقبل ذلك بفترة أول امرأة سعودية تقود الطائرة، ولو بحثنا عن أول امرأة لوجدنا الكثير مما يبحثون فيه عن واحدة هنا أو هناك ثم يكون التسليط الإعلامي.
ووجه آخر، وهو إظهار هؤلاء النساء على أنهن يمثلن نساء بلادنا، وجلهن لم يعشن في هذه البلاد.
ولقد أتوا إلينا بامرأة عاشت ثلاثين عاماً في أمريكا، وهي تعيش حياتها متحررة من تعاليم دين الإسلام وضوابط الأخلاق، وجيء بها لتقدم محاضرة وهي سافرة متبرجة وتقول: إنها تعتز بانتسابها لهذه البلاد وتمثل المرأة المسلمة السعودية فيها.
ومثل هؤلاء النساء كذلك كلهن أقمن عشرات السنين خارج بلادنا، ثم يقدمن على أنهن النموذج الأمثل الذي يضرب للمرأة في بلادنا!!