هذه امرأة تعبر عن حقيقة تلمسها، وعن واقع تعيشه، عن أمثلة حية نراها بأعيننا، تقول لنا عن نساء هذه البلاد الطاهرات: ما رأيت امرأة اشتكت من السعادة والاستقرار وراحة البال؛ لأن المرأة المسلمة فرحة بدينها، راضية بإيمانها، مستقرة ومحبة لزوجها، حنونة على أبنائها، ملكة في بيتها، قائمة بواجبها.
والمفسدون يقولون: إنها مغلوبة على أمرها، إنها مقيدة تريد التحرر، إنها مكبلة تريد الانطلاق.
لكن نساءنا يقلن غير ذلك، تقول: كلا، فهم يريدوننا بالقوة أن نشتكي من الفضيلة والشرف الذي يمنحنا إياه الحجاب الذي فرضه الله علينا.
وتخبر عن نسائنا فتقول: العاقلات منهن في ازدياد، ولا يغرنكم البنات في الأسواق، فإن الماكثات في البيوت آلاف الأضعاف، ما رأيت مثل إقبالهن على الله، لو رأيتم صفوفهن في المساجد في رمضان، والبنات في المدارس ينتظرن الندوات ويخشعن أمام المحاضرات، ويقبلن على القرآن بشغف وشوق، وهن في أوج المراهقة، وكان عدد المعتكفات في هذه السنة في مسجد الملك خالد في الرياض في حدود ثمانين معتكفة اعتكافاً كاملاً، نصفهن شابات في ربيع العمر.
لقد أظهرت غيظها وحنقها على أولئك الإعلاميين الذين يقلبون الحقائق، وأظهرت حقيقة الأمر حيث تقول: أغلبيتنا الساحقة داعية مثقفة محترمة، تعرف المؤامرة، وتدرك خطورة الانسياق وراء الغرب من بعض شعوب العرب.
إنهن يدركن المآل الذي نراه اليوم في بلاد مسلمة لديها تصريحات لممارسة البغاء والزنا، وبلاد عربية مسلمة فيها ملاهي الليل التي تحتسي فيها الخمور، والتي تدار فيها الكئوس وتتعرى الأجساد، ليست هذه المظاهر في بلاد غربية أو غير مسلمة، بل هي في بلاد المسلمين، ترونها كلما سافرتم، وتسمعون عنها وتعلمونها يقيناً، وبعض الناس يقارننا ببلاد تقرب منا بمسافات قصيرة، وكأن الجغرافيا هي التي تفرض العقائد وتفرض الشرائع والدساتير والأخلاق والقيم، وكأننا نقتبس من أي أحد، وكأننا في أعماق الجب نريد من يخرجنا، وكأننا في غياهب الظلمات ننتظر من ينير لنا الطريق، وكأنه ليس بين أيدينا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هناك تاريخ عظيم لنساء مؤمنات مسلمات عالمات على مر التاريخ الإسلامي.
ثم أعود مرة أخرى لندائها وهي تخاطب المسئولين في بلادنا فتقول: لابد للدولة من أن تتدخل لإلجام ألسنة الكاذبات من النساء اللاتي يقمن بتشويه سمعة هذه الدولة المباركة أمام العالم.
تأتي هذه الصرخات الكلمات والمواقف لتصور لنا الحقيقة، وتبين لنا الخروقات التي يوشك أن تتسع على الراقع، وأول الغيث قطر ثم ينهمر، ومعظم النار من مستصغر الشرر، وإن الجبال من الحصى.