في هذا المقام لا بأس من إشارة سريعة إلى ما يمكن أن تستقى منه بعض هذه الملامح والمعاني التربوية، والدعوية.
وأختم هذا الحديث بذكر بعض الدراسات التي تسلط الضوء على مثل هذه الجوانب في الدعوة من خلال سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، فمنها على سبيل المثال لا الحصر: كتاب (الدعوة في المرحلة المكية) للدكتور علي جابر الحربي، وكتاب (أسباب نجاح الدعوة في الفترة المكية)، وكتاب (أسباب نجاح الدعوة الإسلامية) وهو كتاب مركز في هذا الجانب، وكتاب (المنهج الحركي في السيرة النبوية) للغضبان، وكتاب (محمد رسول الله) لـ محمد الصادق عرجون، وقد ناقش الروايات من حيث صحتها، وهو متخصص في هذا الجانب، وقد تميز أيضاً بذكر كثير من الأمور والفوائد المتعلقة بالدعوة، وبما يتعلق بحكم أوضاع معينة في حياة الأمة الإسلامية، ويلحق بذلك أيضاً كتب السيرة المتأخرة التي يحرص أصحابها على ذكر الفوائد والدروس والعبر من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام؛ لما في ذلك من الفائدة، فإنه لا ينبغي أن يكون انتفاعنا بالسيرة النبوية، أو صلتنا بها مجرد قراءتها، أو سرد أحداثها، بل استنباط ما ينفع ويفيد من هذه الأحداث التي كلها عبر ودروس وفوائد ومصالح؛ ولذلك كانت هذه السيرة هي موضع القدوة والأسوة في كل الجوانب، ومنها هذا الجانب المهم والخطير في حياة الأمة اليوم، وهو جانب الدعوة إلى الله عز وجل، وهذه المحاضرة -كما أشرت- قراءة دعوية في السيرة النبوية.