الأمر الأخير: أن للمرأة مشاركة مضبوطة في الحياة الاجتماعية.
فليست مشاركة المرأة متسيبة فوضوية، بل هي مشاركة إيجابية مضبوطة على غرار ما قالت عائشة رضي الله عنها: (كن النساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمرطهن، ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس) أي: ينصرفن مسرعات.
فهذه مشاركة في أمر العبادة، ومشاركة في أمر المناسبات كصلاة العيد، كما في حديث أم عطية رضي الله عنها: (كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج الحيض وذوات الخدور فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم) وهكذا كانت مشاركتها في سائر المجالات مضبوطة.
فعندما ننظر إلى هذا التصور بشكل عام نرى كيف تكون المرأة المسلمة في ظلال الإسلام، فليست مغايرة للرجل في خلقة، ولا هي في منزلة أدنى منه، ولا تغايره بتكليف بعيد عنه، ولا بانعدام للمشاركة، ولا بحرمان من المزايا، ولا بأية صورة من الصور التي تؤدي إلى وأد إمكاناتها وقصور شخصيتها وضعف تكوينها، بل على العكس من ذلك.