ثم كذلك نلحظ أمراً أخيراً مهماً، وهو الخصال العظيمة التي يعظم بها أجر المسلم، ويخلد ذكره عند الناس، وتكون له في القلوب محبة عظيمة ومكانة كبيرة، فذلك ما كان من جوده وكرمه رضي الله عنه وأرضاه، وما كان من شجاعته وإقدامه، فكان في هذه الأحوال -أي: حال السكون وحال الإقامة- على ذلك القدم من السبق في الإحسان والجود والإكرام، وكان في موضع الشدة والقتال على ذلك القدم من السبق في الشجاعة والإقدام رضي الله عنه وأرضاه.