فإذا جاء الروح في الجسد، وتحرك الجسد ومضى لينطلق في هذه الحياة، فأي شيء يحتاج إليه؟ إنه يحتاج إلى النور؛ لأن هذه الحركة قد تكون وبالاً عليه قد تجره إلى أن يمشي في الظلمات، فإذا به يقع في الهاوية إثر الهاوية، وإذا بالحفرة تسلمه إلى أختها، وإذا به كحال الإنسان الذي يمشي في ظلام دامس، يمشي فيخبط في رأسه مرة يمشي فينقلب من أثر قدمه مرة يمشي فإذا به يصاب هنا ويصاب هناك، ولا يصل إلى غايته، ولا يصل إلى مبتغاه، ولا يمكن أن يحقق هدفاً، ولا أن يجني ثمرة، وكذلك الإنسان بلا إيمان يفقد النور الذي يسير به في هذه الحياة.
والله سبحانه وتعالى قد ضرب لنا أمثلة كثيرة بشأن الإيمان وتمثيله بالنور الذي هو أهم شيء للإنسان في سيره في هذه الحياة، فحقيقة الإيمان إذاً: هي الروح المغيرة المحركة، وهو النور الذي يبصر به الإنسان حقائق الدنيا حقائق الآخرة حقائق الناس حقائق الأفكار حقائق الأحوال حقائق الأعمال نور يهدي به الله سبحانه وتعالى من يشاء من عباده.