وأكمل لكم الثالثة في بيان الأهمية والخطورة، فإن هذا الدور إذا اختل ليس مجرد مناقض للفطرة، وليس مجرد أمر لم نستطع أن نجد له بديلاً، ولكنهم كذلك وضعوا هنا خطوطاً حمراء هي أحد المقاتل الخطيرة التي تضعضع كيان مجتمعاتنا الإسلامية، ويوشك أن يعيث من خلالها الفساد في ديارنا، ومن هنا فإن النقطة الثالثة هي الهجوم العظيم المتنامي على الأسرة عموماً وعلى المرأة خصوصاً، وعلى دور الأم المربية بشكل أخص، البروتوكولات المنسوبة إلى اليهود يقولون فيها: سوف ندمر الحياة الأسرية بين الأميين -أي: غير اليهود- ونفسد أهميتها التربوية.
ولما علم أولئك القوم أن سراً من أسرار قوتنا وترابطنا، واستعصاء أجيالنا على مخططات التدجين والتهويد إنما هو إلى أولئك الأمهات العظيمات المربيات قالوا: لا بد أن نلغي دور هذه الأم المربية، والزوجة الراعية، والبنت الحانية، وأن نصدع هذه اللبنة القوية المتماسكة.
وأنتم تعلمون كم تعقد الأمم المتحدة من المؤتمرات التي تحشد لها الأمم من شرق الأرض وغربها، وأي شيء تريد منها! عناوين كذابة، وشعارات براقة، ومضامين فاسدة ومفسدة للصحة الإنجابية أي: كيف تمارس المرأة كل أنواع الفسق والفجور والزنا والخنا، ثم تكون هناك بعض التعليمات والتوجيهات للوقاية من الأمراض، وماذا يقولون؟ كثير من الكلام تعلمونه.
لماذا كل هذا الجهد المبذول والتخطيط المتتابع منذ عقود والأموال المصروفة المبذولة؟ واليوم الدعوات التي نسمعها لإصلاح المجتمعات العربية والإسلامية، وفي مقدمة هذا الإصلاح وضع المرأة كما يقولون ويروجونه وفق تصوراتهم، ومناهجهم، وآرائهم وأحوالهم.