الوسيلة الثانية: مناهج التعليم للفتيات وللبنات: هل تعطي هذه المهمة حقها ونصيبها؟ هل يدرس في المناهج تخصص اسمه: تربية الأبناء؟ قليلة هي التخصصات التربوية، وقليل في التخصصات التربوية ما يختص بتربية الأبناء بالتفصيل، كأن هذه قضية ليست مهمة، وكأنه تخصص يقدم عليه غيره، نعم لا ننكر وجود تخصصات نافعة للمرأة، هناك الاقتصاد المنزلي تدرس فيه الفتاة الطبخ والخياطة، وتنظيم المنزل والديكور، وكل ذلك لمن؟ إنه لبني آدم فهل نحسن هذه الأمور المادية أو نعلمها كيف تحسن تنظيم هذه الأمور وليست من مهماتها الأساسية، ولا نعلمها ما يهمها في الأساس من فكر ونفسية أبنائها؟ كيف نعلمها كيف تغذيهم بالطعام والشراب ولا تغذيهم بالإيمان والإحسان؟ كيف نعلمها كيف تحسن تفصيل الملابس ولا تحسن تفصيل الأخلاق والسلوكيات.
ينبغي أن يكون ذلك مهماً، وبدراسة الإحصائية: فإن النسب التي لها تخصصات مباشرة في هذه قليلة لا تتجاوز خمسة بالمائة من إجمالي ما تتخصص فيه الفتيات والطالبات في جوانب المعرفة المختلفة كلها، وهل نحن نريد منها أن تكون في ذلك الجانب أو هذا؟ قد يكون لنا حاجة لها كطبيبة، وحاجة لها كمدرسة، وحاجة لها ككيميائية، لست أنازع في هذا الآن، لكن أولئك كلهن نحن في حاجة إليهن كزوجات ومربيات، وإن كن طبيبات أو معلمات أو غير ذلك من المهمات.
فإذاً لا بد في كل تخصص أن يدرس النساء ذلك؛ فضلاً عن أن يكون تخصصاً تنتدب له من تشاء من النساء والفتيات، ليكن مربيات ومعلمات لأخواتهن من بعد، أين مناهج التعليم من هذا وهي في عصرنا الحاضر وفي الدعوات الملحة وعصر العولمة، ما تزال تنحو إلى بعيد وبعيد عن هذا المجال، وتتشعب في أمور من التخصصات التي لا تقدم ولا تؤخر في أمر بناء الأمة وحسن تربيتها؟!