نداء للكسالى ليفروا إلى الله

أيها الكسالى! فروا إلى الله بالجد والنشاط والعمل؛ لم هذا النوم؟ لم هذا الكسل؟ لم هذا التراخي؟ لم هذه الأقدام التي كأنما تخط خطاً وهي تسير؟ أين الذين يبكرون إلى الجمعة؟ إننا نراهم وهم يأتون تباعاً متأخرين؛ لأن هناك ضعفاً، ولأن هناك عدم استشعار بأن الأمر جد، وأن الخطب عظيم، وأن الكرب جسيم، وأن الأمر أكثر وأعظم من أن يسوف فيه أو يؤجل له.

كثيرة هي المعاني التي نشعر بها في واقعنا، ونرى أنها صورة تعكس شيئاً من المعاني الضعيفة الهزيلة في نفوسنا مما ينبغي أن يغير ويبدل، ولو نظرت لرأيت ضعفاً عظيماً، ولرأيت تراخياً مستغرباً مستهجناً من مؤمن يدرك أن الأمر جد، وأن الحياة قليلة، وأن الأيام منتهية، وأن الإقبال بين يدي الله عز وجل قريب عاجلاً أو آجلاً: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه كفاحاً ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أمامه فإذا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة).

اليوم تستطيع وغداً لا تستطيع، اليوم أنت في الحياة، وغداً أنت تحت طباق الأرض في عداد الأموات، كم ودعنا في هذه الأيام الماضية من أقارب أو أصدقاء! أليسوا كانوا يؤملون ويؤملون ويقولون: سنفعل في العشر، وسنفعل في آخر الشهر، أين هم اليوم؟ وأين سنكون نحن بعد لحظات أو بعد أيام؟ الله عز وجل وحده عالم بهذا.

أيها المقصرون! متى على الله تقبلون؟ أيها المعرضون! متى عن شرودكم تنتهون؟ فروا إلى الله عز وجل من كل شيء لا يحبه ويرضاه إلى كل أمر يحبه ولا يرضاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015