المصلحة التي تشترى بها الكلمة وتباع هي -للأسف- عند ضعاف النفوس وأراذل الناس، وإن كان بعضهم ينتسب إلى أهل العلم وليس هو منهم، تباع الفتوى وتشترى بعرض من الدنيا قليل.
إذاً من أهم أسباب انحراف الكلمة عن مسارها الصحيح ابتغاء الدنيا وابتغاء المصالح الذاتية والمنافع الشخصية، ألا ترى أقلاماً تتحرك بالباطل ليلاً ونهاراً لأنها تأخذ أجر ذلك درهماً وديناراً؟! ألا ترى من يزينون الباطل ويزخرفونه وهم يعلمون وباله وضرره، لا لشيء إلا لما يملأ جيوبهم من الأموال؟! ألا ترى كم يسعى بعض أولئك إلى اتهام وانتقاص واعتداء على أخيار وأبرار، لا لشيء إلا لما يأملون من هذه الملذات والشهوات؟! وحبسك أن الأمر لا يعدو كلمة واحدة أو مقالة واحدة، بل في دنيا الناس اليوم إعلام كامل مستأجر، صحف كاملة تشترى وتباع، إذاعات كاملة تهب نفسها لتكون بوقاً تسعى في ركاب أهل البغي والظلم والطغيان، وتوافق على كل شي، وتمشي مؤيدة لكل باطل، كل ذلك لأجل تلك المصلحة.