Q الإحباط الذي أصاب الناس بسبب الأوضاع قادهم إما إلى التهور أو إلى اللامبالاة، فما هو توجيهكم؟
صلى الله عليه وسلم ليس هناك حل سحري أو وصفات من الدواء تأخذها ثلاث مرات في اليوم أو كذا؛ لأن هذا كان له فترة طويلة، ويحتاج كذلك إلى فترة طويلة، وإن كان هذا السؤال ربما يسأله بعض الشباب، فأنا أقول من تجربتي وأنا أمارس الإمامة والخطابة أكثر من عشرين عاماً: إن الذي يلقاه الشباب هو أقل مما يلقاه من هو في غير هذا، ففي كل مرة يأتيني ناس صغار وكبار، فأحدهم عندما يسمع كلاماً في الخطبة يقول: لماذا نسمع؟! وكيف يكون هذا؟! ولماذا لا يكون كذا؟ وهذه في الحقيقة أمور محرجة، ولذلك أقول: لابد أن تتوسع وتتنوع آفاق ترجمة هذه الحماسة والطاقات إلى ميادين عمل حقيقي، وإذا لم يكن ذلك كذلك فلابد أن نتوقع هذين الأمرين: إما لا مبالاة أو انصراف إلى الطرف والتلف والسفه وأي شيء آخر، وكذلك الجهة الأخرى، وهي جهة الذين تضيق صدورهم ويخرجون عن طورهم، ويفقدون رشدهم، وأحسب أن هذا الواقع أراد الله فيه بعض هذه الضرائب التي لابد أن نصرفها من هذا التيار ومن هذا التيار، ولكن إن كنا نحن -بإذن الله عز وجل- على وعي وبصيرة فلعلنا نغلب السواد الأعظم ليكون في مسار صحيح يعمل وينوع هذه الأعمال، ويدخل في الميادين المختلفة، ويأخذ إشارة بشعرة معاوية كما هو معروف، ويشتد في بعض المواطن ويسرع السير في بعض المواطن، وإذا وجد أموراً أخرى هدأ، وإذا وجد فرجة أسرع، وإذا وجد زحاماً توقف، بأسلوب من المداراة والحكمة لا يفتقد فيه الإنسان مقاصده وغاياته الشرعية، ولا يلين في مواقفه ومبادئه الإيمانية، ولا يضعف أيضاً من حماسته النفسية، ولكنه يراعي المصلحة الشرعية والسياسة الشرعية التي تدرأ المفاسد وتحصل المصالح بإذن الله عز وجل.