فحقيق بنا وجدير بنا في هذا الشهر أن ننظر إلى أحوال أمتنا، وأن نصحح مسارها، وتصحيح المسار يبدأ منا كأفراد، وذلك ما نقوله الآن ونحن في منتصف الشهر وقرب بداية العشر.
فما هي أوضاعنا التي كنا نشكو منها، والتي تحدثنا عنها بأسىً بعد رحيل رمضان الذي مضى؟ قولوها الآن، وأعيدوها مرة أخرى، وقلتم وقلنا جميعاً بعد انقضاء شهر رمضان الذي مضى: لئن جاءت العشر القادمة -إن شاء الله- فإنني لن أفعل ولن أفعل ولن أفعل، وإذا جاءت سأفعل وسأفعل وسأفعل! فهاهي الآن تأتينا من جديد، فهل نحن نقول ولا نفعل؟ وهل نحن نضحك على أنفسنا أو نخادع ربنا؟! أسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وأن يبصرنا بعيوب أنفسنا، وأن يقوي عزائمنا في طاعته ومرضاته، وأن ييسر لنا فيما بقي من شهرنا جداً وتشميراً في الطاعات، ومغفرة في الذنوب والسيئات، ومضاعفة في الأجور والحسنات، ورفعة في المنازل والدرجات.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.