ضياع الغيرة والرجولة والجدية بسبب القنوات

أنتقل إلى موطن جناية أخرى، وهو الرسائل التي تمر عبر الأشرطة في هذه القنوات الغنائية، لقد كنا إذا جاءت بعض المعاكسات على هواتف المنازل فإن الشخص يتقدم إلى الجهة المختصة شاكياً، ويوضع هاتفه تحت المراقبة حتى يكتشف ذلك الذي يؤذيه، وكانت المسألة كبيرة وخطيرة، وأما اليوم فهذا كله على تلك الشاشات، مخاطبات، ومغازلات، ومعاكسات، وكلمات بذيئة، وأساليب نابية، تقول دراسة عن هذه الرسائل: إن ستا وسبعين في المائة منها رسائل متبادلة بين الجنسين، أي: بين الشباب والشابات، وعشرين في المائة هي الرسائل في التهنئات الأسرية، أنّ نسبتها قليلة في هذا الجانب.

وتنتقل دراسة أخرى إلى بحث القِيَم في هذه الأغاني من حيث كلماتها ومشاهدها هل تعلمنا الصدق والنزاهة؟! وهل تعلمنا العفة والحياء؟! وهل تشيع فينا روح الجدية والرجولة؟! وهل تُذكي فينا مشاعر الحماسة والفتوة؟! نسكت نحن ليتكلم الباحثون المختصون، فتقول هذه الدراسة: إن نسبة القِيَم السلبية ثمانية وخمسون في المائة، والإيجابية اثنان وعشرون في المائة، ولن ننازع فيها ولن نبحث في تفاصيلها.

وأما نسبة الثمانية والخمسين في المائة فتقسميها مخيف مرعب فثلاثة وثلاثون في المائة منها لقيم الخيانة، وخمسة وعشرون في المائة منها لتعليم قيم الغدر، واثنان وعشرون في المائة منها للتجاهل وعدم التقدير، وخمسة في المائة منها للكراهية.

ومن باب الإنصاف فإن القيم الإيجابية كان تقسيمها كالتالي: واحد وثلاثون في المائة للحب، وعشرون في المائة للوفاء، وثلاثة عشر في المائة لإخلاص المحب، وثلاثة عشر في المائة للانتماء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015