ذكر الرازي رحمه الله في هذا الإرهاب الإسلامي المطلوب وجوهاً من الفوائد والمنافع أولها: أن لا يجترئ الأعداء على ديار الإسلام، ومتى كان لهم في ذلك حلم لو كان هناك أهل إيمان وإحسان، وأهل قوة وهيبة.
ولذلك نقول كما قال الرازي رحمه الله أيضاً: إنه ربما يقودهم الخوف إلى الإذعان من غير قتال، ودفع الجزية مهادنة ومصالحة.
الأمر الثالث: أن هذه القوة والإرهاب قد تكون داعيةً لهم إلى الإيمان؛ لأنهم يرون أصحاب الإيمان وهم أهل قوة، وأهل بسط، وأهل هيمنة، وأهل عزة، فيرون أن ذلك ما يكون إلا لخير في هذا الدين فيؤمنون به.
كذلك من الفوائد: أنهم لا يعينون غيرهم من الكفار، إن كانوا قد امتنعوا بأنفسهم فإن الرهبة من أهل الإيمان تمنعهم أن يكونوا سنداً لغيرهم، وقد كان ذلك كذلك في عصور الإسلام الزاهية.
ومن ذلك أيضاً: العزة في أهل الإسلام كما قال الرازي: أن يثبت الإيمان في القلوب وأن يعتز المسلمون بإسلامهم.
والأحوال اليوم منقلبة، والقوة ضائعة، والرهبة لا وجود لها، ترى كثيراً من المؤمنين وهم مطأطئون برءوسهم، وهم يشعرون بشيء من الاحتقار والذلة لعدم يقينهم وإيمانهم الصحيح، ولعدم فهمهم ووعيهم التام؛ لكن ذلك واقع في حقيقة الأمر.