العلاقة بين الإمام أحمد وأحمد بن نصر الخزاعي

Q ما علاقة أحمد بن حنبل بـ أحمد بن نصر الخزاعي؟

صلى الله عليه وسلم كلاهما من أئمة الحديث الكبار ومن أهل السنة العظام، وكان الإمام أحمد بن نصر الخزاعي أيضاً ممن ثبت في هذه المحنة والتمس لها تغييراً واقعياً جذرياً، حتى إنه كان يعلم الناس السنة ويعلم الناس المعتقد الصحيح، ويبين فساد هذا القول وما يترتب عليه من الآثار ووجوب إزالة هذا المنكر، حتى رأى أن يثب على الخليفة ليغيره ويغير هذا المنكر الذي فشا في الأمة دهراً طويلاً، لكن نبأ علمه إلى الخليفة وقتل ونصب رأسه في سر من رأى وجسمه في بغداد أو العكس، وظل كذلك منصوباً نحو سبع سنوات، وكان الإمام أحمد رحمة الله عليه يثني عليه ويقول: ذاك رجل جاد بروحه في سبيل الله عز وجل، وهذا تنبيه لطيف في مواقف الإمام أحمد، يقول: إن سبب هذه الفتنة أن المأمون تتلمذ على المعتزلة.

نقول: واليوم في هذه الأعصر يتتلمذ بعض كبار القوم وأبناء الحكام والسلاطين في بلاد الكفر فوقع لهم مثل ما وقع لأولئك، نقول: نعم قد حرص المستخربون أن يأخذوا أبناء أكابر القوم وأبناء أهل الحكم ليغرسوا في عقولهم الشبهات والشهوات، وليجعلوهم تابعين لملل الكفر وموالين لأعداء الله عز وجل، حتى إذا كانت في أيديهم سلطة أو حكم أو قدرة على فعل أمر من الأمور فعلوا فيه فعلاً يناقض الإسلام ويضر بأهله، ولذلك جعلوا التولية في أمور كثيرة من الإعلام أو التعليم أو غيرها من المجالات لمن صنع على أعينهم وربي في ديارهم وتغذى بأفكارهم، وخفق قلبه بحبهم وتعظيمهم والولاء لهم، وهذا أمر شائع معروف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015