ماذا يُراد من المعلمين؟

وقبل أن أختم الحديث أشير إلى نقطة أخيرة: ماذا يُراد منكم؟ أقول فيها: إن الذي يراد من المدرس هو أن يكون المقيَّم لكل خطأ؛ لأن المعلم -كما يقول أهل التربية والتعليم- هو الأساس في العملية التعليمية، فإن كان في المناهج نقص أو فيها خلل أو فيها مخالفات أو أخطاء فالمعول في تصحيح ذلك على المعلم، وإن كان في الطلاب وطريقة تلقيهم للعلم خطأ أو في طريقة نظرتهم للعلم خطأ أو في طريقة استفادتهم للعلم خطأ فالمعول في إصلاح ذلك على المعلم، وإذا كان النظام التعليمي نفسه هو في حد ذاته فيه أخطاء وفيه عيوب أيضاً فيمكن أن يتغلب أو أن يكون المقوم أو الذي يخفف هذه الأمور أو يغيرها إلى أمور صالحة هو المعلم.

وهنا سيقول المدرسون والمعلمون: تطلب منا وتطلب منا وتطلب منا ولا تطلب من الآخرين؟! فأقول: نعم.

المفترض أن تكون العناية بالمعلم هي في الرتبة العليا على كل المستويات، سواء في قطاعات التعليم، أو في قطاعات الدولة، أو في قطاعات النظر إلى العلماء، أو في قطاعات الاقتصاد، أو في قطاعات السياسة والاجتماع، فالمعلم هو الذي له أكبر الأهمية في هذا الجانب، فينبغي أن تكون وسائل الإعلام تخدم العملية التعليمية والتربوية، وينبغي أن تكون الصحافة والبحوث والمؤتمرات والتوجيهات كلها تخدم هذا الجانب، لكننا نتكلم فيما يوجه لكم، وذاك حديثه آخر، وجانبه آخر قد تكونون أنتم جزءاً من المشاركة في هذا، وغيركم يشارك فيه، لكن نقول: نحن نطالب المعلمين بما هو في أيديهم، وبما نرى أنهم قد يكونون قريباً منه بإذن الله عز وجل.

وأقول: نحن في آخر الأمر نرى أن كل ما نريده من المعلمين وما يضيفه غيرنا هو مطلوب منهم، وهو مأمل فيهم، وهو مرجو -إن شاء الله عز وجل- أن يُعانوا عليه إذا أخلصوا النية لله عز وجل، وهذا ما أختم به في هذه النقاط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015