مشاركة المعلم مع الطلاب

الأمر السابع: المشاركة مع الطلاب، وهذا -أيضاً- أمر مهم، وهو متعلق بشيء من التجديد والابتكار، لكنه يستحق أن يفرد وحده، ودائماً قضية المشاركة في الأعمال البشرية تُعد من الأمور المهمة، فعندما تكون مهمة المدرس أو واقعه أن يلقي درسه من أول الحصة إلى آخرها ولا يجعل هناك مشاركة للطلاب فإنه يفقد كثيراً من الإيجابيات العظيمة والمهمة في الوقت نفسه، فأي صورة من صور المشاركة لها فوائد.

أولاً: لها فوائد في بناء الشخصية، وفي تقدير الطالب واحترامه، فعندما يشارك برأيه أو بانتقاده أو بإجابة سؤال أو بإبداء الرأي فهذه تنمي فيه شخصيته، وتعطيه منزلته وقدره واحترامه، وهذا أمر مهم، بدلاً من أن يقول للطالب: اسكت لا تتكلم، لا تلتفت، لا تنظر، وكأنما هو شيء لا قيمة له.

الأمر الثاني: أن يجد المدرس تقويم عمله عندما يسأل الطلاب، وعندما يشاركهم سيجد النتيجة هل فهموا أم لم يفهموا، وهل تفاعلوا أم لم يتفاعلوا، وهل أعجبوا أم لم يعجبوا إلى آخر ذلك.

أيضاً تضاف إلى ذلك فائدة، وهي أنه يستطيع أن يميز الفروق بين هؤلاء الطلاب، فيرى الجيد، ويرى من عنده مواهب، ويرى من عنده طموحات، إلى آخر ذلك، بينما قضية الإلقاء -وهي صورة واحدة من صور التعليم- تفقد المدرس هذه المشاركة المهمة، والتي لها أثر كبير جداً في هذا الجانب.

وأيضاً في قضية مشاركة الطلاب قضية مهمة جداً، وهي تلمس ما عندهم من العيوب والخلل والمشكلات في الوقت نفسه في بعض الأحوال، فهذه المشاركة مهمة إلى حد كبير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015