سوف تسمعون مشروعاً جديداً يقول: أقترح أن يصمم كل واحد منا صندوقاً صغيراً ويضعه في مدخل العمارة التي يسكن بها، ثم يضع بها أسبوعياً مجموعة من الوصايا والنصائح وتوزع على الشقق التي في عمارته، مثل: زيارة المرضى في المستشفيات، زيارة المرضى المدمنين في مستشفى الأمل، زيارة الأطفال المعاقين في معهد الأمل، زيارة المساجين في بعض السجون، وتوزيع بعض الكتيبات والأشرطة عليهم، كم صارت المشاريع؟ ما شاء الله لا تعدونها.
الآن هذا يسأل سؤالاً فقيهاً ليس له صلة مباشرة بموضوعنا ونحن نريد إن شاء الله أن ننتهي، يقول: مشروع الوضوء سلاح المؤمن، والوضوء وقاية للنظر والجوارح واللسان والسمع وغيره كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم، والسؤال عن كيفية الوصول إلى الأذهان لإشاعة الطهارة، وربما يذكر في هذا حديث بلال (ما أحدثت حدثاً إلا توضأت، وما توضأت إلا صليت ركعتين)، وكان هذا سبباً من الأسباب التي نال بها بشارة النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة.
هل قراءة القرآن حتى الختم أفضل أم التفرغ لحفظ جزء كبير من القرآن؟ في كل خير، اجعل لك تلاوة مستمرة، واجعل قدراً خاصاً بالحفظ، واجعل قدراً خاصاً بالتأمل، وقد ذكرنا ذلك في خطب كثيرة كان عنوانها: القرآن نور الأنوار، في وقت سابق من شهور خلت.
أحبتي الكرام! أعتقد أننا لولم نخرج من هذا اللقاء إلا بفائدة واحدة تقول: نحن الآن نريد شيئين: أن نتهيأ لشهرنا وضيفنا القادم، ونريد أن ننجز وأن نخرج بثمار عملية، لو خرجنا بهذا لكان يكفي.
يقول عن مشروع التنفيذ: كيف نحفز أنفسنا وعزائمنا على التنفيذ ولو خمسين في المائة من هذه المشاريع النافعة، فبعد العلم يجب العمل؟ أقول من غير إعلان: كل الحاضرين الذين سمعوا فليقل كل منهم لنفسه: إنني أعقد العزم وأعطي العهد على أن أبذل الجهد إلى أقصى طاقة ممكنة لتنفيذ هذه المشروعات وغيرها من المشروعات النافعة، قولوا هذا لأنفسكم واعقدوا عليه العزم، واسألوا الله عز وجل الإعانة، وسيكون من وراء ذلك خير كثير، ونسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يصرف عنا ما لا يحب ولا يرضى، وأن يستخدمنا في نصرة دينه وعون عباده، وإعلاء رايته، ونشر دعوته، وأن يجعلنا ممن ينصر الإسلام والمسلمين.
اللهم استخدم جوارحنا في طاعتك، وسخرنا لنصرة دينك وعون عبادك يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك أن تهل علينا هلال رمضان باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام، وأن تجعله هلال رشد وخير وبركة علينا وعلى إخواننا المسلمين، ونسألك اللهم أن تجعله لنا شهراً خيراً مما مضى من شهور رمضان التي قمنا فيها بالصيام والقيام، ونسألك اللهم أن تجعل عملنا كله خالصاً لوجهك الكريم، والحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.