وفي الاختبارات يحصل كذلك التركيز والدقة، فعندما يأتي الطلاب للإجابات يركزون في معرفة وفهم الأسئلة، ويقرءونها قراءة فاحصة، ويعيدون النظر إليها؛ ليعرفوا مغازيها ومراميها، وما قد يكون فيها من بعض الحيل المقصودة، وما قد يريده أصحاب الأسئلة من المعلمين من اكتشاف الذكاء والفطنة، واستحضار الانتباه والذكاء، ثم بعد ذلك يجيبون كل سؤال في مكانه مع الشمولية، فإنه لو أتقن إجابة سؤال واحد وحاز فيه على الدرجة الكاملة ثم ترك بقية الأسئلة فنتيجته إلى رسوب قطعاً.
ثم كلنا يعلم أنه لابد من المراجعة قبل تسليم أوراق الامتحانات؛ للتأكد من دقة الإجابات وصوابها، وذلك أيضاً مطلوب في هذه القضية المهمة، وفي كل اختبارات أمتنا الملمة، فلابد أن يكون الأمر كذلك.
أما هذه السذاجات أو إن شئت قل: المؤامرات والتآمر على الإسلام والمسلمين فأمرها بين، فنحن لا نكاد نرى أن القوم يقرءون الأسئلة، ولا يعرفون مغازي ما يقدم لهم من المبادرات، أو ما يطرح لهم على ما يسمى طاولة المفاوضات، بل يقرءون الأسئلة قراءة الطالب الغر الساذج الذي لا يفهمها، ثم يجيب في غير ذلك المجال، ثم يخفق في آخر الأمر.
ونحن نرى تشتتاً، وليس هناك تركيز، ونحن نرى هلامية وليس هناك وضوح، ونحن نرى جزئية وليس هناك شمول، وهذه من أخطر القضايا، حيث أصبحت قضية المسلمين ومقدساتهم قضية لشعب واحد، بل ربما لجزء من شعب، بل ربما لفئة محدودة من جزء من شعب؛ حتى تتلخص بعد ذلك في أشخاص معدودين، وكأنهم هم الذين يعنيهم الأمر، وهم الذين إذا قبلوا ينبغي أن نقبل، وإذا وافقوا ينبغي أن نوافق، وكأنما ننظر إلى سؤال واحد، ونترك بقية الأسئلة، وكأننا لا ندرك أن ما يجري اليوم في أقصى الأرض يمس من في أدناها، وما يحصل من حدث في شرقها وصل تأثيره إلى غربها، فكيف ونحن أبناء دين واحد ولغة واحدة وتاريخ واحد، ونحن نعرف اليوم بلا أدنى شك أن الاستهداف هو لديننا بذاته، وهو لكل مسلم منتسب للإسلام وإن لم يتحقق بحقائقه، فهو لهذه الأمة بمقدراتها ثقافية وحضارية ومادية واقتصادية، ثم نجيب هذه الإجابات، ولا نسعى إلى المراجعات قبل أن نقدم الإجابات.