أيها المسلمون! إنكم ترون ما بلغت الأمة الإسلامية الآن، إنها بلغت إلى مستوى انحطت معنويتها به, ونزعت من قلوب أعدائها هيبتها, وتسلط الأعداء عليها بقوة السلاح, فغزوها غزواً عسكرياً، فتلكم الشرذمة القليلة من اليهود التي استحلت المسجد الأقصى والمسلمون متشاغلون في الخلافات والمنابذة في الإعلام والمجلات, وتلكم الشيوعية الحمراء تقتل وتشرد وتبث مذهبها الهدام, تلكم التبشيرية بـ النصرانية تعبث بالمسلمين من كل ناحية.
كل ذلك وغيره من المبادئ الهدامة التي تبدد الأفكار, وتهدم الأخلاق, وتبرهن وتعلن أنها جاءت لما رأت الضعف بالأمة الإسلامية ولما رأت الكثير يتخلى عن دينه ويتباعد، ويزعم الزعم الخطأ أن الحكم بما أنزل الله قد انقضى وقته, وانقرض أهله, فلا يطابق هذا العصر، ولا يناسب أهله أهل هذا العصر, وما هو إلا رجعية وتخلف إلى الوراء, كل ذلك زعم باطل ولا يقول ذلك ولا يدعي ذلك إلا من ارتد عن دين الله, ورضي بالقوانين الوضعية, ولكن أين أبو بكر لهذه الردة والله يقول وهو أصدق القائلين وأحكم الحاكمين: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].