الحمد لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه.
اللهم صلِّ وسلم على رسولك وعبدك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم القويم إلى يوم القيامة، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله رب العالمين، اتقوا أرحم الراحمين، وأطيعوه واشكروه على نعمه الكثيرة التي لا تحصون لها عدداً، ومنها نعمة وسائل النقل بأنواعها كالسيارات وما شاكلها، فإنها نعمة لمن استعملها في مرافق حياته المباحة.
عباد الله: لقد جاءت الشريعة الإسلامية بحقن الدماء والمحافظة عليها، قال الله جلَّ وعلا: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً} [النساء:29 - 30].
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يجأ بها بطنه يوم القيامة، في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن قتل نفسه بسم، فسمه في يده، يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً}.
وفي صحيح البخاري وصحيح مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قتل نفسه بشيء، عذب به يوم القيامة}.
روى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {كان رجلٌ ممن كان قبلكم، وكان به جرح، فأخذ سكيناً فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله عز وجل: عبدي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة}.
ففي هذه الآية السابقة، والأحاديث الصحيحة تهديد شديد، ووعيد أكيد، فليحذر منه كل عاقل لبيب ممن يلقي السمع وهو شهيد.