أيها المسلمون: إن المعصية سبب لهوان العبد على الله جل وعلا وسقوطه من عينه، وإذا هان العبد على ربه لم يجد من يكرمه، كما قال سبحانه وبحمده: {وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج:18] ويقول جل علا: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء:70].
نعم.
الله عز وجل يكرم بني آدم بكرامات كثيرة، وفي مقدمة هذه الكرامة العقل، إن العقل نعمة كبرى، ثم يجني بعض بني آدم على هذه الجوهرة وهذا العقل السليم ويزيله بما حرم الله عليه، وذلك بالمسكرات والمخدرات من خمور وغيرها، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
وهذه المسكرات من الخمور وغيرها توعد الله فاعلها بالخزي في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأخزى؛ لأن الخمر أم الخبائث، ورأس الخبايا، ودليل إلى النار، وهي جالبة لغضب الجبار، فهي التي تيسر للعبد سبل الفساد وتجعله يشتري الجنون بدل الرشاد، ويشتري الجنون بماله الذي تعب فيه، ويبيع كنزاً ثميناً، بل يجني عليه أكبر جناية، ألا وهو العقل الذي ركبه الله فيه.
أمة الإسلام: إن شارب الخمر خاسر شرفه، ساقطة مروءته، مرذول بين المجتمع، شارب الخمر لو يرى نفسه وهو سكران، يمشي ويطيش ويتمايل في الطريق والناس يضحكون عليه ويستهزئون به، لو يرى نفسه في تلك الحالة ما قارب الخمر، ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، اللهم إنا نسألك العفو والعافية يا رب العالمين.