فبادروا -رحمكم الله- بالأعمال الصالحة، واغتنموا الفرصة، واسمعوا ما دمتم في وقت الإمكان؛ فإن الله جلَّ وعلا أقسم بهذه الأيام -أيام عشر ذي الحجة- في محكم البيان، والتي قال فيها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: {ما من أيامٍ العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام العشر، قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بماله ونفسه، ولم يرجع من ذلك بشيء} رواه البخاري.
فيا عباد الله! استقبلوها بالأعمال الصالحات، بالإكثار من نوافل العبادة، من الصلاة، والصدقات، والذكر، وقراءة القرآن، والاستغفار، وارفعوا أصواتكم بالتكبير والتهليل في كل مجتمع، وفي كل مكان، فإن هذه سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه عادة سلفكم الصالح، فإنهم كانوا يخرجون إلى الأسواق يكبرون ويهللون، فاقتدوا بهم رحمكم الله، ولا يمنعكم الحياء أن ترفعوا أصواتكم بالتكبير والتهليل، (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً) ما أجمل المسلمين لو رفعوا أصواتهم بهذا الذكر في كل مكان! الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.
عباد الله! صلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد القائل: {من صلَّى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشراً}.
عباد الله! أمة الإسلام! يا من ترغبون في الخير، سُئِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، قال: {يكفر السنة الماضية والباقية} رواه مسلم ورواه الترمذي أيضاً إلا أنه قال: {صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يُكِّفر السنة التي بعده والسنة التي قبله} فاغتنموا ذلك يا عباد الله! فإن هذا فضلٌ عظيم، ولا تحرموا أنفسكم هذا الفضل.
اللهم ارض عن خلفاء رسولك أجمعين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين.
اللهم اشدد وطأتك على أعداء الإسلام وأعداء المسلمين.
اللهم أصلحنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها.
اللهم وحد صفوف المسلمين، واجمع كملتهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين.
اللهم من قدم إلى هذه البلاد يريد أن يحج ويعتمر، فاجعل حجه مبروراً، وسعيه مشكوراً، وذنبه مغفوراً، واجمعنا وإياه في جنات النعيم، ومن أتى إلى هذه البلاد ليفسد ويؤذي المسلمين في بيتك وفي المشاعر المقدسة، فاجعل منيته في طريقه، واجعله فريسةً للسباع، وأغرقه في البحر قبل أن يأتي إلى هذه البلاد يا رب العالمين، يا قوي يا متين، يا عزيز يا حكيم، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أصلح فساد قلوبنا وردنا إليك رداً جميلاً، اللهم اغفر لنا ولوالِدينا، ولجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله! {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل:90 - 91] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على وافر نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.