كذلك -يا عبد الله- ينبغي للحاج أن يتعلم ما يشرع له في حجته وعمرته، ويتفقه ويسأل عَمَّا أشكل عليه، ويختار الرفقة الصالحة، ليكون على بصيرة، ويكثر في سفره من الذكر والاستغفار، ويحذر أن يصحب معه آلات اللهو، بل يحرص على الذكر والاستغفار، ودعاء الله جلَّ وعلا، ويتضرع إليه ويتلو القرآن ويتدبر معانيه، ويحافظ على الصلوات في الجماعة، ويحفظ لسانه من كثرة القيل والقال، ويتحرز من الخوض فيما لا يعنيه، ويحذر من الإفراط في المزاح، ويصون لسانه -أيضاً- من الكذب، والغيبة، والنميمة، والسخرية بأصحابه وغيره من إخوانه المسلمين، وينبغي له بذلَ البِر في أصحابه، وكفَّ الأذى عنهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة على حسب الطاقة.
هذه بعض آداب الحج والعمرة فالزموها، وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وجنبني وإياكم ما يبغضه ويأباه، وأسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم حجاً مبروراً، وأن يجعل سعينا مشكوراً، وذنبنا مغفوراً، إنه غفور رحيم.
وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المؤمنين، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.