أمة الإسلام: لقد سطر التاريخ الإسلامي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته أمثل الأمثال وأروعها لأن الدنيا لم تعظم في قلوبهم.
نعم.
يا أمة الإسلام! ولم يروا الدنيا شيئاً لأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة، فإليكم قصة هذا الشاب المسلم، هذا الشاب المسلم من الذين يفخر بهم التاريخ الإسلامي فإنه عمل جاهداً ليكمل شطر دينه، وشاء الله له أن يكمله وأن يتزوج بزوجة عفيفة تقية كما يشتهي رضي الله عنه، فدخل بتلك الزوجة وأتى منها ما يأتي الرجل من زوجته ثم يسمع في صباح عرسه منادي الجهاد: حي على الجهاد، حي على الجهاد؛ فيترك عروسه ودنياه ومتاعه راغباً فيما عند الله من الثواب، وركب الفرس ولبس أدوات الحرب، وما هي إلا لحظات حتى كان منتظماً في صفوف المجاهدين، وقاتل قتال الأبطال الشجعان ما شاء الله له أن يقاتل حتى لقي ربه بين الشهداء وضِمن الشهداء.
فلما انتهت المعركة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً عجيباً أثار دهشته! فقال لأصحابه: {هل أحد من أهل حنظلة؟ أين ابن أبي عامر -وكان هذا هو اسم الشهيد- قالوا: يا رسول الله! زوجته وعروسه بنى بها بالأمس -أي: دخل بها- فقال: إلي بها.
فجاءت زوجته وعليها آثار العرس فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا زوج حنظلة! اصدقيني القول: ماذا كان آخر العهد بينك وبين حنظلة؟
فقالت: يا رسول الله! بنى بي بالأمس، وأتى مني ما يأتي الرجل من زوجته، وقبل أن يطهر من جنابته سمع منادي الجهاد فخرج للجهاد في سبيل الله ولم يتطهر من جنابته بعد.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: عن هذا سألتك فإني رأيت الملائكة تغسله بماء السلسبيل من الجنة في صحاف من ذهب وفضة بين السماء والأرض تغسله من جنابته}.
فيا لها من شهادة حق في سبيل الله!! لقد آثر رضي الله عنه الآخرة على الدنيا ولم يقض شهر العسل في المكسيك أو في البلاد الغربية أو في بلاد الإلحاد والكفر والإشراك، فلقد لقي الجزاء الأوفى من الله عز وجلَّ، وسوف يقضي شهور العسل بل دهور العسل بل حياة طويلة لا انقضاء لها بجوار أرحم الراحمين، في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:169 - 171].
اللهم اكتب النصر لأمتنا الإسلامية، اللهم اكتب النصر لأمتنا الإسلامية، اللهم اكتب النصر لأمتنا الإسلامية على أعدائها في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمور المسلمين أجمعين، اللهم أصلح أولادنا ونساءنا واجعلنا وإياهم هداة مهتدين يا رب العالمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.