الحمد لله أمر بالجهاد في سبيله، ووعد عليه بالأجر العظيم والثواب الجزيل لمن أخلص فيه النية لله، وجاهد لتكون كلمة الله هي العليا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد الذي جاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، وارجعوا إلى الله، وجددوا توبةً نصوحاً، وجاهدوا في سبيل الله، فإنه من أفضل الأعمال إلى الله، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حجٌ مبرورٌ} متفق عليه وعن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، قال: {قلت: يا رسول الله! أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله} متفق عليه وعن أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه، قال: {قلت: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله} متفق عليه ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم في الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله تعالى أو الغدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها} متفق عليه فيا له من فضل عظيم!
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما من مكلومٍ يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى؛ اللون لون دم، والريح ريح مسك} متفق عليه وعن سهل رضي الله عنه وأرضاه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه} رواه مسلم وعن أنس رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولو لم تصبه} رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموه فاصبروا} متفق عليه.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق} وفي رواية: {مات ميتة الجاهلية}.
عباد الله: إن أحاديث الجهاد في سبيل الله كثيرة، وكذلك الآيات الدالة على فضله كثيرة، وما قدمنا فيها كفاية وفيها ذكرى لمن ألقى السمع وهو شهيد.