أمة الإسلام! بقي أن نعلم أن روح الصلاة ومقصودها الأعظم هو حضور القلب بين يدي الله، ومناجاته بكلامه، وذكره والثناء عليه، ودعاؤه والتضرع إليه، وطلب القربة عنده ورجاء ثوابه، وإذا حصل ذلك فإنه بلا ريب ينير القلب ويشرح الصدر ويفرح النفس والروح يخبر رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: {إن العبد إذا قام من الليل فذكر الله وتوضأ ثم صلى ما كتب له؛ انحلت عنه عقد الشيطان كلها، فأصبح طيب النفس نشيطاً، وإلا أصبح خبيث النفس كسلاناً}.
عباد الله! حافظوا على الصلوات وأدوها في المساجد بقلوب حاضرة، وأريحوا أبدانكم وقلوبكم من المشاغل بإقامة الصلاة، اقتداءً بنبيكم صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول: {أرحنا بها يا بلال} وقد كانت قرة عينه صلى الله عليه وسلم كما قال: {وجعلت قرة عيني في الصلاة}.
فالله الله في إقامة الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها ومسنوناتها؛ حتى نفوز بالقرب من رب العالمين، حيث يقول: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُون * أولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج:34 - 35].
اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين، بارك الله لنا في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.