وهكذا يا عباد الله! يجري على المسلمين في كل زمان من الامتحان والابتلاء، ومع ذلك يثبتون ويصبرون، أما حالة البعض من الناس الآن وخاصة المسلمين، فمع الأسف الشديد تجد بعضهم يلتزم مدة يسيرة، ثم يأتيه من بعض الناس بعض الكلام والعياذ بالله، ثم ينحرف وينتكس ويرجع إلى حالته السيئة, بمجرد ما يسمع من الألفاظ: إنك موسوس، أو متزمت، أو متحجر، عند ذلك يذهب إلى اللحية فيحلقها، ويطول الثياب، ويرجع إلى حالة الشر والعار والمعاصي والدمار، بعدما كان متمسكاً تائباً إلى رب العالمين.
يترك كل ذلك ويرجع إلى مجالسة قرناء السوء لا كثرهم الله، جلساء السوء الذين ضرب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل بنافخ الكير إما أن يحرق الثياب وإما أن يؤذيك برائحته الكريهة.
فالابتعاد الابتعاد يا شباب الإسلام! عن قرناء السوء، ابتعدوا عن قرناء السوء، ولا يبعد أن يفتنوا كبار السن كذلك، فأنا أعرف رجل كبير السن، أسأل الله أن يرحمنا وإياه بواسع رحمته، لما ابتعد عن أولاده وسكن في بيته وحده، دخل عليه قرناء السوء، فصار من مروجي المخدرات وسجن ومات في السجن نسأل الله العفو والعافية.
فالحذر الحذر من جلساء السوء يا شباب الإسلام، ويا أهل الإسلام! قبل أن تنادي يوم القيامة واشباباه!
وأنت أيها الكبير قبل أن تنادي واكهلاه! واشيبتاه!
فالحذر الحذر إننا سوف نعرض بين يدي الله عز وجل في يوم لا ينفع مال ولا بنون، فينبغي لنا أن نكثر من قول: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.