أجل يا عباد الله! إن المجتمع الذي يهتدي بنور الدين، ويعمل بشعائر الإسلام، ويتحلى بالأخلاق القويمة هو المجتمع الرفيع الراشد السعيد، هو المجتمع الذي كتب الله له العزة، ووعده بالخلافة في الأرض لصلاحه كما هي سنة الله في الذين خلوا من قبل؛ فإن الصالحين يعم الله بصلاحهم ويقطع بهم دابر الفساد؛ لما يقومون به من الدعوة إلى الله وإظهار دينه، وعلى العكس يا عباد الله! على العكس من هذا المجتمع السعيد مجتمع الفشل، المجتمع الذي يتمادى فيه الأقزام المفسدون بطغيانهم وإفسادهم، المجتمع التي تنتكس فيه الأوضاع، فيصبح فيه المنكر معروفاً والمعروف منكراً، حتى أنهم في بعض المجتمعات المنهارة، المجتمعات المنحطة يسمون المتدين المتمسك بدينه رجعياً متطرفاً، لذلك تجد ضعفاء الدين الذين لم يذوقوا طعم الإيمان إذا سمعوا هذه الألفاظ ذهبوا وعمدوا إلى لحاهم وحلقوا اللحى، وأطالوا الثياب، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذا سمعوا هذا الألفاظ عمدوا إلى الإستريوهات واشتروا الأغاني ليقلدوا أولئك الفسقة الذين خرجوا عن دين الله بفسقهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنهم يسمون المتحلل من الدين والمتحلل من الخلق القويم يسمونه منطلقاً وحراً، ألا بئست الانطلاقة وبئست الحرية، يشربون الخمور وهي أم الخبائث التي جنت الفضائح، وخربت الدور العامرة وأفسدت البلاد، يسمونها المشروبات الروحية، ألا بئس ما يصنعون.
وبأساليبهم الخبيثة؛ بمجلاتهم وجرائدهم ينادون المرأة المتحشمة المتمسكة بدينها، ويسمونها المعقدة والمقيدة بالأغلال، ويريدونها أن تخطو الخطوات الشيطانية، يريدونها أن تخرج في ميدان العمل لتزاحم الرجال في مجتمعاتهم، لتخرج على شاشة التلفاز، لتخرج في المسرح لتمثل، إنها دعوةٌ إلى الدعارة، دعوةٌ إلى السفور، دعوةٌ إلى الشر المستطير والجاهلية، ألا تنكرون ذلك أيها المؤمنون، ألا تغارون على محارمكم، ألا تهتكون هذه المجلات، ألا تحاربونها بكل ما أتاكم الله من علم وبصيرة، فإنها تنشر الشر والفساد، وتنشر الدعارة وسوء الأخلاق بين العباد، إنهم يريدون أن تخرج المرأة سافرة متعطرة عليها اللباس القصير تقود السيارة وتزاحم الرجال في مجتمعاتهم، وهل عرف هذا في مجتمع الإسلام سابقاً يا عباد الله، قولوا: (لا) في قلوبكم وأنا أعلنها على هذا المنبر: لا ثم لا ثم لا، بل عاشت المرأة المسلمة متحشمة عفيفة صانها رجال الأمن والإسلام في أول الإسلام.