يقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2] فينبغي لنا -يا إخواني- أن ننمي في قلوبنا الرحمة، نتراحم فيما بيننا كما قال صلى الله عليه وسلم: {الرحماء يرحمهم الرحمن} وقال صلى الله عليه وسلم: {ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء} فعلينا -أيها الإخوة في الله- أن نبذل شيئاً من أموالنا، والله ثم والله إن كانت خالصة لوجه الله؛ فلن تضيع عند الله عز وجل، فإن التمرة يربيها رب العزة والجلال، يقبلها بيمينه إذا كانت من كسب طيب، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوَّه ثم تكون مثل جبل أحد، هذه التمرة إذا قبلها الله عز وجل، فكيف إذا أنقذت أخاك المسلم، بسد جوعته وكسو عراه، أو بلحاف يلتحف به من البرد، فإن إخوانكم الأفغان يعانون الآن من برد شديد، السماء تحلب عليهم، وهم يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ولا يجدون إلا ما عند الله، ثم ما عندكم أيها الإخوة في الله! فلا تغفلوا عن إخوانكم جزاكم الله خيراً، واعلموا أن الله جل وعلا وعد والله لا يخلف الميعاد، قال وقوله الحق: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ:39] ويقول صلى الله عليه وسلم: {ما نقص مال من صدقة} فأسأل الله عز وجل أن يقينا شح أنفسنا، وأن يوفقنا أن نتعاون على البر والتقوى.
ثم لا ننسى كذلك الفقراء في هذه البلاد، فإن فيها فقراء، لكم إخوان يعانون من غلاء الأجور، يعانون من النفقة، ومرتباتهم ضعيفة، ولهم أولاد، فقد ذكر لي بعض الإخوان أن واحداً من جيرانه قد باع المكيف وباع الثلاجة، كل ذلك ليسدد إيجار البيت، فأين الرحمة أيها الإخوة في الله؟! أين التعاون على البر والتقوى؟! والله ليست هذه أحوال المؤمنين التي طُلِبت منهم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى} فعلينا -يا إخواني- أن نبادر بالمعاونة لإخواننا، سواء في هذه البلاد أو في أفغانستان أو في فلسطين أو في أي مكان، كما أمرنا الله عز وجل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وكونوا عباد الله إخواناً} وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد.