الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله عز وجل حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
أمة الإسلام: ليحمد الله كل واحد منا على نعمة الإسلام والإيمان، ولنعلم أن الله عز وجل يرانا ويسمع ما نقول ويعلم ما تكنه ضمائرنا، وأن الله منحنا العقل لنحب ما ينفع ونكره ما يضر، ونأخذ الحلال ونترك الحرام، فعلينا أن نحاسب أنفسنا وأن نرجع إلى طاعة المولى جل وعلا الذي خلقنا، ورزقنا وحبانا بالعافية، وأطعمنا وسقانا وكسانا، ومتعنا بالعقول وبالأسماع وبالأبصار وبالعلم والمعرفة، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، فلنحمد الله على ذلك بقلوبنا وألسنتنا وأعمالنا، بأداء ما افترض الله علينا، وترك ما حرم الله علينا، وفي مقدمة ما افترض الله علينا توحيد الله جل وعلا، وإخلاصه بالعبادة وحده لا شريك له، ثم بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة في المساجد التي بنيت لإقامة الصلاة وذكر الله فيها؛ فالصلاة يا أمة الإسلام هي عماد الدين، والصلة الوثيقة برب العالمين، وهي شعار المسلم، وهي الفارقة بين الإسلام والكفر، وهي تكفر الذنوب والآثام وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وقد أوجبها الله على كل مسلم بالغ عاقل، أوجبها الله على كل حال في الصحة والمرض ما دام العقل حاضراً، والإقامة وفي السفر والأمن والخوف على قدر الاستطاعة.