الركن الثاني من أركان الإسلام الصلاة: الصلاة يا عباد الله، وهي الصلة الوثيقة بين الله وبين العبد، فما أيسرها وأسهلها، وما أنفعها للقلب والبدن، والفرد والمجتمع.
أيها المسلم! حافظ على صلواتك، ولا تؤدها إلا وأنت متطهر في ظاهرك وباطنك، قم بين يدي الله خاشعاً خاضعاً متقرباً إلى الله رب العالمين بما شرعه لك في الصلاة من ذكر وقراءة ودعاء وركوع وسجود وقيام وقعود، تسأله لدنياك وآخرتك.
فالصلاة يا أمة الإسلام؛ تنمي الدين وتحف الذنوب، وتلحق بالصالحين، ويُستعان بها على أمور الدين والدنيا، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يقول رب العالمين: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة:45] ويقول جل وعلا: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ} [العنكبوت:45].
الركن الثالث: الزكاة: إنها جزء بسيط تدفعه من مالك لسد حاجة إخوانك الفقراء، وإصلاح مجتمعك، ففيها تزكية المال، وتطهير النفس من البخل الذميم، وتطهير القلب من الذنوب والآثام، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة:103] ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما نقص مالٌ من صدقة}.
فأدوا الزكاة يا عباد الله، وثقوا بوعد الله بالخَلَف العاجل، والثواب الآجل، واحذروا من الوعيد الشديد لمن منع الزكاة.
الركن الرابع: صيام رمضان: وهو شهر واحد في السنة، يذكرك نِعَم الله عليك، وفي الصيام فضل عظيم لمن تقبل الله منه.
الركن الخامس: الحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً: وهو في العمر مرة واحدة، ففي الحج تُحط الذنوب والخطايا، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
هذه أركان الإسلام يا أمة الإسلام، وهي أصول الدين الإسلامي، فبالله عليكم هل فيها من صعوبة؟ وهل فيها من خلل أو نقص حتى يأتي المشعوذون والكهَّان والسحرة ليأخذوا من أموال الناس بغير حق، ويشرعوا لهم أموراً نهى الله عنها ورسوله؟ هل بالإسلام نقص يا عباد الله؟ إن قلتم: لا، أو قلتم: نعم، فلا سمع ولا طاعة، بل السمع والطاعة لقول رب العالمين: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3].
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، وجنبنا وإياكم ما يغضبه ويأباه.
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
واستغفروا الله يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.