إني أنبه الآباء إلى تلك المسئولية العظيمة، أما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟ {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راعٍ في بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها -إلى أن قال صلى الله عليه وسلم:- ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته} أريد منك أن تتذكر متى يكون هذا السؤال؟ ومن الذي سوف يُلقي عليك السؤال؟
عباد الله! يكون
Q { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم:48].
السؤال يكون: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:2].
السؤال يكون: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس:34 - 37].
السؤال يكون في ذلك الموقف العظيم الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه تُرجمان}.
ثم تذكر إذا قامت الزوجة تشكو مظلمتها إلى الله عز وجل: بأن الزوج ظلمها ورآها على المنكر ولم ينهها ولم يأمرها بالمعروف، وأي منكر أكبر من ترك الصلاة يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟!
يقوم الولد ويشتكي مظلمته إلى الله: يا رب! خذ مظلمتي من أبي؟ إي والله! الأب يخرج لصلاة الفجر والابن في سباته نائم، وبعض الناس إذا خرج لصلاة الفجر يُغطِّي ولده، ويقول: باسم الله عليك، يظن أنه رحمه في هذا الأمر، وهو والله غاش له، وسوف يقف له بين يدي الله، يقول: يا رب! خذ مظلمتي من أبي، رآني على منكر ترك الصلاة، ولم يأمرني ولم ينهني؟
البنت تقوم وتقول: يا رب! خذ مظلمتي من أبي، إي والله.
بعض الناس لا يدري عن بيته هل هم يصلون أم لا؟ مشغول بدنياه -نسأل الله العفو والعافية- ولكن متى يعرف هذا؟
يعرف هذا: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88 - 89] يعرف هذا إذا حصل الأمر الخطير الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه} وربنا -جل وعلا- حذَّرنا من هذه النار: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6] بماذا نقي أنفسنا من هذه النار؟
توسيع (الفلل) الأكل والشرب الملابس في الشتاء، كل هذه من ضروريات الحياة، والحياة الدنيا فانية يا مسكين! لكن قوا أنفسكم وأهليكم من هذه النار، قوا أنفسكم بطاعة الله، اجعلوا بينكم وبين هذه النار وقاية بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، أرشد أولادك ودلهم على الخير، اجلس مع أولادك، إنها مسئولية عظيمة يا عبد الله!
وأنت يا أمة الله أيتها المرأة المسلمة! اجلسي مع الأولاد، ذكريهم بالله عز وجل، مريهم بالمعروف وانهيهم عن المنكر، يقول صلى الله عليه وسلم: {مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر} أين نحن من هذا الأمر النبوي يا عباد الله؟!
أيها الإخوة في الله! الله الله في المحافظة على الصلاة، فقد ورد أن: {من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة، وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف} نسأل الله العفو والعافية، والمعافاة الدائمة.
قال من علق على هذا الحديث: من اشتغل بملكه عن الصلاة حُشر مع فرعون، ومن اشتغل بوزارته عن الصلاة حُشر مع هامان، ومن اشتغل بكنوزه عن الصلاة حشر مع قارون، ومن اشتغل بأمواله وأولاده عن الصلاة حشر مع أبي بن خلف.
أسألكم بالله! أيهم أحسن: هؤلاء أم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟!
الله أكبر! فرق جد عظيم.