وللمسلم موقف عظيم إذا أُقيمت الصلاة وحان الوقوف بين يدي الجبار جل جلاله.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: إذا قال الله أكبر -أي: تكبيرة الإحرام- قال الله: ارفعوا الستر بيني وبين عبدي أشرف موقف يقف به المسلم هذا الموقف.
ثم استمر ابن القيم -رحمه الله- في كلامه حتى ساق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يرويه عن ربه -جل وعلا- الذي قال الله فيه: {قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين، فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:2] قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال العبد: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:3] قال الله: مجدني عبدي، وإذا قال العبد: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:4] قال الله: أثني عليَّ عبدي} الله أكبر!
يقول ابن القيم رحمه الله: والله لولا ما على القلوب من الغفلة لطارت فرحاً وسروراً لقول خالقها وفاطرها: حمدني عبدي، مجدني عبدي أثنى عليَّ عبدي محاورة بين العبد وربه.
نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلنا من الخاشعين في الصلاة، من الذين مدحهم الله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:1 - 2].
ثم يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه جل وعلا: {فإذا قال العبد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]-الله أكبر! هذه الآية ابن القيم صنف فيها ثلاثة مجلدات، وسماها: مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله جل وعلا: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل} اسأل يا عبد الله!: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6] يا رب اللهم اهدنا صراطك المستقيم، اسأل الله يا عبد الله وقلبك حاضر! {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:6 - 7] تسأل الله أن يهديك الصراط المستقيم، صراط المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وتسأل الله أن يجنبك طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين، ثم تقول: آمين، وليست آية، وإنما هي بمعنى: اللهم استجب يا رب العالمين.
وفضل آمين عظيم والتأمين خلف الإمام فضله عظيم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم: {إذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدَّم من ذنبه} والحديث في صحيح البخاري.
وورد في الحديث: {أن اليهود حسدتنا على التأمين خلف الإمام والجمعة} انظر إلى اليهود أهل الحيل والمكر والخداع! فقد حسدونا على الجمعة، وإذا نظرت إلى الدش في محطة اليهود في صباح الجمعة تعلم ما فيه من الخبث والحسد ومع ذلك تجد أكثر المسلمين قد انزلقوا في مهاوي أفلام اليهود والنصارى، فإنا لله وإنا إليه راجعون! اللهم رُدَّنا إليك رداً جميلاً يا رب العالمين.
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! إن عداوة اليهود متقدمة، واقرءوا التاريخ، واسألوا الله -جل وعلا- في كل فريضة ونافلة أن يُجنبكم طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين.
واعلموا علم اليقين أنهم أعداء ألداء، فاحذروا عداوتهم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن رأيتموه قد أدخل هذا الدش في بيته فحذِّروه من مقت الله، وسخطه، وعقوبة الله العاجلة أو الآجلة، وقولوا له: يسأل مراكز الهيئات وغيرها ما الذي يحصل للذين يحضرون عند الدش من الأمور الخطيرة التي لا يعلمها إلا الله، هذا وهو لم يستمر له زمن طويل وإنما هو في البداية، فكيف إذا استمر الزمن، وعاشت المرأة المسكينة على مشاهدة تلك الأفلام الخبيثة؛ أفلام اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم؟! كيف يكون الحال إذا شب هذا الطفل الصغير على تلك الأفلام؟! وكيف يكون الحال إذا شبت تلك الطفلة الصغيرة على تلك الأحوال؟!
كيف إذا تقدم بنا الزمن وكلهم قد عاشوا على محطات اليهود والنصارى والمجوس ماذا تكون الأحوال؟!
عباد الله! قولوا لأولئك الذين ابتلوا بهذه الفتنة العمياء أن يقلعوا ويتوبوا ويرجعوا إلى الله قبل أن يستفحل الأمر.
اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، اللهم من اُبتلي من المسلمين بهذا الغش (الدش) اللهم وفقه لإزالته، اللهم وفقه لإزالته، اللهم وفقه لإزالته، وأبدله إيماناً وطاعة يجد لذتها وحلاوتها في قلبه يا رب العالمين، اللهم صلِّ على محمد.
أيها الإخوة في الله! إن اليهود حسدونا على التأمين خلف الإمام، وعلى الجمعة، فالحذر الحذر من مخططات اليهود، نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم، إنه على كل شيء قدير.