أخي في الله! استمع إلى بعضهم رحمه الله وهو يرشدك إلى اغتنام أوقات العمر، قبل فواتها فيقول:
قم الليل يا هذا لعلك ترشد إلى كم تنام الليل والعمر ينفد
يا شباب الإسلام! المجال مفتوح والفرصة مهيأة.
أراك بطول الليل وحدك نائماً وغيرك في محرابه يتهجد
ولو علم البطال ما نال زاهد من الأجر والإحسان ما كان يرقد
وصام وقام الليل والناس نوُّم يخلو برب واحد متفرد
بحزم وعزم واجتهاد ورغبة ويعلم أن الله ذا العرش يعبد
الله أكبر! ما هي أحوال الكثير من الناس الآن؟ مع الأسف الشديد طول الليل سهر.
مع الملهيات والمغريات، مع الفتن التي أعمت القلوب، وصدت عن عبادة علام الغيوب، ووقع الكثير منهم تحت قوله جل وعلا: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم:59] نسأل الله العفو والعافية.
اللهم اجعل حياتنا كلها سعيدة، اللهم وفقنا لاغتنام أوقات العمر في طاعتك يا رب العالمين! ثم يقول رحمه الله:
ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حياً مخلد
أترقد يا مغرور والنار توقد فما حرها يطفا ولا الجمر يخمد
فيا راكب العصيان ويحك خله ستحشر عطشاناً ووجهك أسود
فكم بين مشغول بطاعة ربه وآخر بالذنب الثقيل مقيد
فهذا سيعد في الجنان منعم وهذا شقي في لجحيم مخلد
هذا المشغول بطاعة ربه، وهذا شقي في الجحيم مخلد، ثم يقول رحمه الله وهو يصف ذلك الموقف:
كأني بنفسي في القيامة واقف وقد فاض دمعي والمفاصل ترعد
وقد نصب الميزان للفصل والقضا وقد قام خير العالمين محمد
صلى الله عليه وسلم.