أيها الشاب! نصيحتي لك أن تعرف كلام الله سبحانه وتعالى، كلام الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم نرجع إلى عموم المسلمين الذين نزل عليهم القرآن ليخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، نزل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، القرآن الذي قال فيه الله جل جلاله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد:16].
أمة الإسلام! يخبر الله تعالى عن عظمة القرآن وفضله وجلاله، وأنه لو خوطبت به صم الجبال لتصدعت من خشية الله تعالى، فهذه هي حال الجبال وهي الحجارة الصلبة وهذه رقتها وخشيتها، وتدكدكها من جلال ربها وعظمته وخشيته: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21] الله أكبر لا إله إلا الله! هذه الجبال تتصدع وتتدكدك من خشية الله عز وجل ومن عظمته، فيا عجباً من مضغة لحم كانت أقسى من هذه الجبال! تخوف من قسوة الجبار وبطشه فلا ترعوي ولا ترتدع ولا تلين، وتتلى عليها آيات القرآن فلا تخشع ولا تنيب، هذه أحوال الكثير في هذه الأزمنة المظلمة، أزمنة الفتن والمغريات.
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم! ألا نبحث عن العلاج؟ ألا نبحث عن العلاج يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ونحن نتحدث دائماً ونقول: لماذا لا نجد تلك اللذة التي وجدها سلفنا الصالح؟ لماذا نسمع عن السلف الصالح وعن أحوالهم مع القرآن، فلماذا لانبحث عن العلاج حتى نكون مثل هؤلاء؟