وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً في حديثٍ صحيح آخر: {أنه مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى إنه لكبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة} والنمام هو الذي ينقل الكلام بقصد الإفساد، يفسد المجتمع بقطع الأواصر والصلات، يحدث الشحناء والعداوة والبغضاء بين الناس بنقل الكلام، بقصد النميمة نسأل الله العفو والعافية، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يعذب في قبره، ويوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: {لا يدخل الجنة نمام} والحديث صحيح.
فيا أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم! احذروا من النميمة، ويا أيتها المرأة! اتقي الله واحذري من النميمة، احذري من نقل الكلام إلى فلانة وفلانة، احذري من ذلك فقد سمعتي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: {ليلة أسري بي مررت بأقوامٍ لهم أظفارٌ من نحاس، يخمشون بها وجوههم، وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم} أهل الغيبة الذين يأكلون لحوم الناس، وقد سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {ذكرك أخاك بما يكره فقال الرجل: أفرأيت يا رسول الله! إن كان في أخي ما يقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته} فلنحذر يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن البعض من الناس يقول: الحمد لله! أنا والله لا أعرف الزنا، ولا أعرف اللواط، ولا أعرف المخدرات، ولا المسكرات، وأصلي وأصوم.
وهو يأكل لحوم الناس! تجده في المجالس يأكل لحوم الناس، إنا لله وإنا إليه راجعون، بل بعضهم ما يصبر على الغيبة حتى في المسجد، اللهم إنا نسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
فاحذر يا أخي في الله! نعم أنت تصلي وتصوم ولكن يخشى عليك أن توزع هذه الحسنات على الآخرين، يُخشى عليك أن تأتي يوم القيامة مفلساً فقيراً من الحسنات؛ لأنك وزعتها على الآخرين.
وأيضاً بعض الناس لا يبالي بالنميمة نسأل الله العافية! فهذان -النميمة والغيبة- مرضان خطيران، النميمة والغيبة يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم الطف بنا بلطفك يا لطيف!
اللهم ارحم ضعفنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.