أيها الإخوة في الله! لا شك أن التفريط يحصل من الكثير، لكن نتلافى ذلك -ولله الحمد- بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.
وقد ندب الله جل وعلا عباده إلى التوبة، بل ناداهم سبحانه وبحمده بأشرف الأسماء وهو اسم الإيمان، فقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم:8].
وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق وأحبهم إلى الله، الذي غَفَر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يقول: {والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة} رواه البخاري.
الله أكبر! هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
وفي رواية لـ مسلم قال: {يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فيا أخي في الله: الله الله! بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل ما دمت في زمن الإمكان، قبل أن تحل بك اللحظة الأخيرة، ثم بعد ذلك يحصل التحسر والندم، وهيهات هيهات! كما قال الله جل وعلا عن أحوال الذين يتحسرون عند اللحظة الأخيرة: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون:99 - 100] قال جل وعلا: {كَلَّا} [المؤمنون:100] كلمة ردع وزجر، لن يجاب على هذا المطلب؛ لأن العمر محدود، والأنفاس معدودة، انتهت إقامته في هذه الدنيا، ونزلت به اللحظة الأخيرة، فهو ينتقل من هذه الدنيا.
فيا إخواني في الله: بادروا بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، يقول ربنا جل وعلا: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].
ويقول صلوات ربي وسلامه عليه: {إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها} لا إله إلا الله!
اللهم ارزقنا توبة نصوحاً، اللهم ارزقنا توبة نصوحاً، اللهم ارزقنا توبة نصوحاً.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.