يقول رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم: {يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً.
قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! النساء والرجال جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال صلى الله عليه وسلم: يا عائشة! الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض}.
أيها الإخوة في الله: إنه موقف عظيم طويل, يقول فيه رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم: {يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم العرق حتى يبلغ آذانهم} وفي ذلك اليوم العظيم وفي أرض المحشر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل, فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه, ومنهم من يكون إلى ركبتيه, ومنهم من يكون إلى حقويه, ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً} وفي ذلك اليوم العظيم يقول صلى الله عليه وسلم: {سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله, إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله}.
أيها الشاب: اغتنم فرصة العمر, اغتنم فرصة الشباب، ولا يفوتك هذا الفضل العظيم, فإن الناس قد نزلت عليهم الشمس مقدار ميل, وهؤلاء السبعة تحت ظل عرش الرحمن {شاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين} فلا يتكبد المشاق ويذهب ثمان ساعات عن طريق الجو ليبحث عن الشر والفساد, أين هذا من ذاك؟! فإن هذا إن مات على المعصية هذه "الزنا" فإن موعده تنور أسفله واسع وأعلاه ضيق, ويأتيه لهب من تحته يرفعه ذلك اللهب, حتى إذا أشرف على الخروج سقط في ذلك التنور, هذا للزاني, أما الرجل الذي يقول لما عرضت عليه هذه المرأة ذات المنصب والجمال والحسب: إني أخاف الله رب العالمين, يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: {ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه} فلا ينفق للرياء ولا للسمعة, ولا ليقال: فلان كريم وجواد, وإنما ينفق يبتغي بذلك وجه الله: {ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه}.
عباد الله: اغتنموا الأعمار لعلكم تحوزون على هذا الفضل العظيم، وتكونون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.