الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أيها الأخوات في الله: أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكن لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير، الإسلام ولله الحمد أكرم المرأة وأعزها وشرفها، وأبرزها بالصفات الحميدة التي تنبغي لها وتليق بها، وأخرجها من براثن الجاهلية لأن الجاهليين كانوا يسومونها سوء العذاب، يبيعونها ويشترونها كما تشترى السلعة، أما الآن وبعد أن جاء الإسلام -ولله الحمد- فالمرأة صارت مكرمة معززة مشرفة، لها حقوق كما أن عليها واجبات ينبغي لها أن تقوم بها، فإذا قامت بهذه الحقوق وماتت والله راضٍ عنها؛ فإن الله يدخلها الجنة ونعم دار المتقين الجنة.
فقد ورد في الحديث: {إذا صامت المرأة شهرها، وصلت خمسها، وصانت عرضها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة} ولكن إذا فرطت والعياذ بالله، وصارت فتنة وآلةً بأيدي أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، يديرونها كيف شاءوا؛ فعند ذلك تضيع وتهين كرامتها وشرفها، وتكون في أسفل سافلين، وتكون في النار التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: {اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء -نسأل الله العفو والعافية- فقامت امرأة من أوسط النساء فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير} إلى آخر ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينبغي لك أختي المسلمة: أن تصوني لسانك عن اللعن والشتم، والسب، والغيبة والنميمة، وأن تحتاطي وتخافي الله عز وجل في السر والعلانية.