عباد الله: تذكروا إذا ماج الناس في ذلك اليوم العظيم, إذا اختلطت الأقدام, واشتد الزحام, وقالوا: {انظروا إلى من يشفع لنا عند ربنا, الله أكبر الله أكبر -يا عباد الله- تذكروا عندما يأتي الناس إلى آدم عليه السلام فيقولون: يا أبا البشر ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: لست لها لست لها اذهبوا إلى غيري فيعتذر آدم, ويعتذر نوح, ويعتذر إبراهيم, ويعتذر موسى, ويعتذر عيسى ويقول لهم عيسى: اذهبوا إلى محمد فإنه قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فيأتون إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم لك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد, اللهم اجعلنا من أمة الإجابة, الذين أجابوا داعي الله, اللهم اجعلنا ممن يقتدي على أثره إلى أن يلقاه على الحوض يا رب العالمين، ثم يأتون إلى رسول الله فيقولون: يا محمد! ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ اشفع لنا إلى ربك، اشفع لنا إلى ربك، فيقول: أنا لها، أنا لها، أنا لها صلى الله عليه وسلم, فيخر تحت العرش ساجداً ويقول الله له: ارفع رأسك يا محمد! -يا لها من فضيلة, يا لها من نعمة يا أمة الإسلام، اعرفوا قدر هذا الإسلام, اعرفوا قدر هذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم- وقل يسمع, وسل تعط, واشفع تشفع, ماذا يقول صلى الله عليه وسلم؟ فيرفع رأسه فيقول: يا رب! أمتي أمتي -هنيئاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم, عندما يقول: يا رب! أمتي أمتي - فيقول الله عز وجل: يا محمد! أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من باب الجنة الأيمن} الله أكبر نسأل الله الكريم من فضله, أو كما ورد في الحديث الصحيح.
ولكن المصيبة -يا عباد الله- والكسر الذي لا يجبر، الذي ابتعد عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم, الذي عصى ولم يطع ويمتثل أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم, ماذا يقال له إذا ورد الحوض؟ {يرد أناس من أمته الحوض، فتردهم الملائكة -تذودهم-, فيقول: يا رب! أمتي أمتي، فيقول: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك, إنا لله وإنا إليه راجعون, فيقول: سحقاً سحقاً} لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.