Q إن بعضاً من الناس إذا فعل المعاصي قال: لن يغفر الله لي، أو هل يقبل الله توبتي؟ أو كيف أصبر عن أصدقاء السوء؟ فما رأيكم في هؤلاء، وإني مع العلم هداني الله وأنا أنوي أن أتعلم الرقصات الغربية وأنا مع أسوء الأصدقاء، ولكن كنت أعق والدي، ومات قبل التوبة، ماذا أفعل؟
صلى الله عليه وسلم بعض السؤال أجبنا عليه، أما بعض السؤال كذلك كما قلت من قبل أن من أراد أن يتوب ويصلح نفسه يخرج عن بيئة السوء، يا أخي! ادخل السجون واجلس معهم وتحدث، ماذا يقول؟ تجد أعصابه منهارة، وأفكاره منحطة، وأخلاقه مندثرة بسبب حشيشة أهداها إليه صديقه لا كثر الله أصدقاء السوء، نعم يا أخي أصدقاء السوء الذين لا يعينونك على طاعة الله ابتعد عنهم، رزقك على الله يا عبد الله ليس رزقك عليهم، أما عقوقك لوالديك، فعليك أن تستغفر لهم وتدعو لهم، لعل الله تعالى أن يتجاوز عنك ذلك السوء الذي فعلته بوالديك (والبر سلف) كما يقال، وكما تدين تدان، لكن على من أراد التوبة النصوح أن يخرج عن بيئة السوء ويهجر الأصدقاء هجراً تاماً، وإذا تقوى إيمانه وعرف الحق على بصيرة، فإنه ينبغي له أن يدعو أصدقاءه الذين كانوا منحطين، يدعوهم إلى الله عز وجل لعل الله أن يهديهم على يديه، أما ما دام الإيمان لا زال على الصفر فلا يقرب الأصدقاء، نعم الأصدقاء وباءٌ خطيرٌ الآن، والله يا إخواني إذا دخلت السجون الآن إنه يشمئز القلب، ويندى الجبين، ويقشعر الجلد، إذا سألت طفلاً لا يتجاوز الثامنة، ما الذي أتى بك؟ فيقول: صديقي أعطاني حشيشة، أعاطني حبة، أعطاني كذا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقبل أن أختم هذه الكلمة أوصي أولياء أمور الأولاد أن يحافظوا على أولادهم، حافظوا على أولادكم يا إخواننا، اتقوا الله في أولادكم، الأولاد تُرك لهم الحبل على الغارب الآن، بعض الآباء لا يدري عن أولاده -نسأل الله العافية- نعم حتى أن شرطياُ سأل بعض أولياء الأمور، قال: أين ولدك؟ قال: لي يومين ما أدري أين هو؟ يا أخي لماذا لا تدري أين ولدك؟ هذا أمانة في عنقك سوف تسأل عنه يوم القيامة.
أسأل الله أن يعينا على تربية أولادنا تربيةً صالحة، وأن نختار لهم معلمي خير يدلونهم على الخير ويحذروهم من الشر إنه على كل شيءٍ قدير.