يوم القيامة، يوم تخرس فيه الألسن، وتنطق فيه الجوارح، نعوذ بالله من الخزي والندامة، ما بالك إذا نطق الفخذ ونطقت القدمان، ونطقت اليدان، ونطق الجلد، وقالت: {أَنْطَقَنَا اللَّهُ} [فصلت:21].
عباد الله! تفكروا في الميزان حين ينصب، وتشخص الأبصار ينادي بلسان طلق: هذه حسنات فلان بن فلان، وهذه سيئاته، لسان الميزان يميل إلى جانب الحسنات، أو إلى جانب السيئات، ثم تفكروا في قوله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون:102 - 104] {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة:7 - 11].