الحمد لله على نعمة الإسلام، ونسأله الثبات والوفاة على الإسلام والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله عز وجل، واحذروا من التيارات، احذروا من المجلات والأفلام، التي غزتكم في قعر بيوتكم وأفسدت نساءكم وبناتكم وأولادكم.
اتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الوقوف بين يدي الله حق لا شك فيه، وأنه سوف يحصل جواب وسؤال.
عباد الله! احذروا من المبادئ الهدامة التي أتى بها إليكم السائق والخادمة والمربية، احذروا من الانزلاق في المدنية الزائفة التي تجر إلى قلة الحياء ونبذ التعاليم الإسلامية، ثم تكون خسارة وويلاً يوم القيامة، ومن ذلك -يا عباد الله- التشبه بأعداء الإسلام في الملابس والزي وغيرها، يقول صلى الله عليه وسلم: {ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء} ويقول صلى الله عليه وسلم: {فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء} ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: {صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} والله عز وجل يقول: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور:21].
فإذا كانت المرأة استعملت هذه المنهيات أو ارتكبت هذه المنهيات فإنها لا تدخل الجنة، فحذروا -يا إخواني- زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم، إنها أمانة أطرحها بين أيديكم وفي أعناقكم: أن تبلغوا نساءكم وتخبروهن أن الأمر عظيم: صنفان من أهل النار وذكر منهم رسول الله: {نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا} هذا تحذير شديد من التبرج والسفور ولبس الرقيق والقصير من الملابس؛ ولذلك -يا عباد الله- ترون أن الأمر انعكس فصار بعض الرجال يسحب الثياب ويطيلها، وصارت بعض النساء تقصر الثياب فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون.
والله ثم والله أن في بعض المناسبات تتفطر الأكباد مما نرى من بعض الرجال الذي يجرون الثياب أو يضيقونها كما تفعل النساء، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فلنحذر -يا عباد الله- من التشبه بأعداء الإسلام فإنه {من تشبه بقوم فهو منهم}
وكذلك يجب عليك يا أخي أن تمنع البنات الصغار من الملابس القصيرة حتى لا تشب وتعتاد على ذلك، فاتقوا الله يا عباد الله واحذروا ما حرم الله، واعلموا أن الله مجازيكم على أعمالكم وسائلكم عن ذلك.
وصلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56] ويقول صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب رسولك أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين أجمعين، وقيض لهم القرناء الصالحين الناصحين، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.
عباد الله! إن أردتم أن يستجيب الله دعاءكم؛ فأصلحوا أعمالكم وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً، توبوا إلى الله توبة نصوحاً، أقبلوا على الله بأعمالكم وبقلوبكم حتى يقبل الله دعاءكم، أما ما دامت هذه المنكرات ظاهرة فقد ورد في الأثر: {ثم تدعوني فلا أستجيب لكم، وتستنصروني فلا أنصركم} وما أكثر المنكرات! فإن أردتم إجابة الدعاء وقبول الله منك الدعاء؛ فغيروا هذه المنكرات، وأقبلوا على الله جل وعلا فإنه غفور رحيم، تواب رحيم، رءوف رحيم، وأن أردتم أن تيبس بلدانكم من الغيث، وتموت قلوبكم وتستحوذ عليكم الأعادي فجاروا أعداء الإسلام، جاروهم بالتشبه وبالمصانعة وبمحبتهم والعياذ بالله؛ ثم تقع اللعنة كما وقعت على بني إسرائيل، لماذا وقعت اللعنة؟ لأنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، فنسأل الله أن يرزقنا توبة نصوحاً.
اللهم ارزقنا توبة نصوحاً، اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، ووفقنا لما تحبه وترضاه، وجنبنا ما تبغضه وتأباه، وصل وسلم على نبينا محمد.