أمة الإسلام: اعلموا حق اليقين أن من قال: اللهم إني أسألك بحق نبيك، أو قال: بحق قبره المعظم، أو بحق البيت الحرام، أو بحق أنبيائك ورسلك، أو أسألك بحرمة نبيك، أو بجاهه، أو بحق فلان، أو بجاه فلان، وما شاكل ذلك من الأقوال، فمثل ذلك هذيان وزور، وباطل ومحرم وبدعة في دين الإسلام.
وأما من قال: يا رسول الله! أغثني، أو يا رسول الله! انصرني، أو يا رسول الله! رد غائبي، أو قال: العادة يا رسول الله! فمثل هذه الألفاظ وما شاكلها محادة لله ولرسوله، وشركٌ وكفرٌ بالله العظيم، ومثل قولهم: يا سيدي! أو يا سيدتي! وهي أسماء القبور في بعض الدول التي تدعي الإسلام -ويا للأسف الشديد- يقفون أمام القبور، ويطوفون حولها، وكأنهم يطوفون حول البيت الحرام، يقولون ألفاظاً ينادون بها أصحاب تلك القبور، وهم جثث هامدة لا تسمع ولا تنفع ولا تضر، إنما الذي يستفيد من ذلك أعداء الإسلام، الذين أدخلوا البدع على دين الإسلام، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
فيا للمصيبة! متى يعرف الناس أن لهم رباً لا يحتاج إلى وسائط؟! وأنه هو القوي، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، هو النافع والضار، هو مجيب الدعوات ومغيث اللهفات.