الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضاه، وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الناس! اتقوا الله عز وجل، واغتنموا أوقاتكم بطاعة الله، ولقد شرع الله لكم في يوم عيد الأضحى عبادتين جليلتين ألا وهما: صلاة العيد والنحر، فإذا قضيتم الصلاة، فانحروا الأضاحي اقتداءً بنبيكم صلى الله عليه وسلم، فإنها سنةٌ مؤكدةٌ سنها نبيكم إبراهيم، وتبعه عليها نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فأحيوها وعظموها، فإنها شعائر الله.
عباد الله! البعض من الناس يظن أنها خاصةٌ للموتى، والصحيح أنها للأحياء، ولكن إذا أشرك الحي الميت من أجرها فإن ذلك يصل إلى الميت إلا إذا كانت وصية أوصاها الميت، فإنها تجرى على وصيتها التي أوصى بها الميت.
أيها المسلمون! لقد مكث نبيكم صلى الله عليه وسلم بـ المدينة عشر سنين كان كل عام يضحي بكبشين أملحين سمينين، تطيب بها نفساً -يا عباد الله- واحذروا من الاستخفاف بها مع القدرة.