الحمد لله على الإسلام, عظيم السلطان, أحمده سبحانه خلق الخلق من ذكر وأنثى, وجعل في ذلك عمارة الأكوان, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, ولا نظير ولا أعواناً, وأشهد أن سيدنا ونبينا وإمامنا آمرنا محمد بن عبد الله القائل عليه من الله أفضل الصلاة والسلام: {يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج, فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: اتقوا الله عز وجل، واعلموا أن الله جلت قدرته ما أنزل القرآن إلا ليعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، فإن فيه كل دلالة على الخير وكل تحذير من الشر، وإن يحسن للمؤمنين {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:2].