تأتي السنة -وهي الوحي الثاني- وتحذر تحذيراً بالغاً، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اجتنبوا السبع الموبقات -ونسوق الحديث بتمامه للفائدة- قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات} رواه البخاري ومسلم.
الشاهد من هذا الحديث: (أكل الربا) فأكل الربا من الموبقات المهلكات، ومن كبائر الذنوب.
أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم: {الربا ثلاثٌ وسبعون باباً أيسرها مثل: أن ينكح الرجل أمه} لا حول ولا قوة إلا بالله! بئس البطن الذي يجر على مثل هذه الجريمة، يقول صلى الله عليه وسلم في معرض اللعن: {لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء} يعني: في الإثم.
أمة الإسلام: لقد توعد الله جل وعلا آكل الربا بالنار، وآذنه الله بالحرب، ولعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يتب ومات على تلك الحالة وقد قال: {أيما جسمٍ نبت من سحت فالنار أولى به}
ويقول صلى الله عليه وسلم: {درهم رباً يأكله الرجل وهو يعلم أنه ربا أشد من ستٍ وثلاثين زنية}.
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء: {رأيت رجلاً يسبح في نهر دم، وكلما جاء ليخرج من هذا النهر؛ استقبله رجلٌ آخر على شاطئ النهر، وبين يديه حجارة ويرجمه بحجر منها في فيه حتى يرجع حيث كان، فسأل عنه صلى الله عليه وسلم: من هذا الذي يسبح في هذا النهر من الدم ويلقم الحجارة؟ فقال: إنه كان يأكل الربا}.
أيها المسلمون: إن الربا فساد في المجتمع واستغلال، بني على الشح والطمع، آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً، وذلك علمٌ لأكلة الربا يعرفهم به أهل الموقف، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه في حديث مرفوع: {إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله؛ أنزل الله بلاءً فلا يرفعنه عنهم حتى يرجعوا عن دينهم} ويقول ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: [[إذا ظهر الزنا والربا في قرية آذن الله بهلاكها]].
وكما ذكرنا في الحديث السابق أن آكل الربا يعذب من حين يموت إلى يوم القيامة بالسباحة في النهر الأحمر الذي هو مثل الدم، ويلقم الحجارة وتلك الحجارة هي المال الذي جمعه من حرام، فانقلب المال حجارة يلقم بها في البرزخ، فيلقم حجارةً من نار كما ابتلع الحرام الذي جمعه في الدنيا، هذا العذاب له في البرزخ قبل يوم القيامة مع لعنة الله له كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.